إن واجـبنا الــديني والـتــزامنا الأخـلاقي المتجـسد في السلـم والتسامـح والمحـبة النابـعـة من عــبـق أصالتنا ديننا الإسلامي الحنيف الضامن للحــق العـام لكـل فـرد أو مكـونة أو طـائـفـة كـحــق مصان في الـدستـور، ونظـرا لما تم اتخـاذه في السنوات الأخيرة من تدابــيــر تعـبـر بجــلاء عـن وجـود إرادة سياسية حـقـيـقة خـلـقـت مــنـاخ جـديــد ملائــم يكـفـل الـعـدالة والمساواة الاجـتماعـية ويرسـخ قـيـم المواطـنـة واللحـمة الاجتماعـية لـدي مكـونات الشعـب سعـيا إلي توطـيد مفاهـيـم معـاصرة تنبني عـلى الاعـتـدال والـوسطية وتـوفـيــر الأمـن والاستـقــرار بعـيـدا كـل البعـد عن الانقسامات التي مــرت بالأمـم عـبـر تاريخـها الأثـيـني والـطـائـفي.
إلا أن الإرث الإنساني في مـوريـتانـيـا عـيـث في مـهـب الـريـح وأيادي أعــداء هـذا الــوطن فـلم تـنـدمـل جــروحـنـا من الــوشاية والـقــذف بغية إذكــاء الـنعــرات العــرقـية وتلطيخ سمعة الجنـرال مـديـر الأمـن الحالي وابنه في اخطـر قضية من قضايا الإرث الإنساني دون ادني دليل قــطعي والـيـوم يخـــرج عـلينا دعـاة الـفـتـنة الاجتماعـية ونعـاة اللحمة الاجتماعية وما ان جــف حــبــر المناسبة الأليمة حتى يطلع عـلينا نفــس السفـهاء في اتهام سافــر وجـارح وقـادح للجنــرال مــديـر الأمـن السابــق في اتهامات لا ترتكـــز عـــلي معــطيات دقيــقة وإقــحــام اسمـــه في لــوائـح معـــدة سلــفا من لـدن الـماســونـية قصد إشـغـال الـفـتـنة الـطائفية بـيـن أبــناء هـذا الشعـب المسالم.
قـد يظـل الصراع قـائـما بـيـن المكـونات الاجـتماعـية بشرط إن تحـتـرم المقدسات والتقاليد والاعـــراف ، فالــوحـدة الـوطنية تـبـدوا قاتـمة ودعـاة الفتـنة وخطابات الكـراهـية تتفـاقـــم يومـيا ولا مــراء في أن أفضل وسيلة لتصدي لهذه المخاطـر هـي رص الصفــوف وإقــامة جـبهة داخــلـية متماسكة تـتلاحـم فـيها كافـة الـقـوي الاجتماعية والشعبية الحية من اجل تحصين بلـدنا من جـراثيــم التطــرف والعـنـف والإرهاب الـذي تغـذيه شـرذمـة من نعــاة الـفـتـنة الاجـتماعـية ديدنهم إلـقـاء التهـم جـزافــا يـتـخــذوا مـن الأخـطاء الـتـاريخـية والأمنية في مجال الإرث الإنساني مـبـررا للـواشـية والــقــذف وقـــي سمـــوم الـتـفـرقـة الـتي تصدر من أفــواهـم اتجــاه كل الـشخصيات الـوطنية التي ضحـت بأرواحـهـا من اجل هـذا الـوطـن في مناسبات عـديدة ” حـرب الصحــراء”.
إن منظمة مرصد الحــوار الشبابي لـتـذويب الـفــوارق الاجتماعـية كانت سابقة إلي المطالبة بفـتـح تحـقـيـق شامـل ونـزيه في كـل الـقـضايا الإنسانية المتعلـقة بالإرث الإنساني منــذ السبعـينات وحتى التسعينات برعاية كـفـاءات وطنية نزيهة وبإشراف من خبراء ومراقبين دوليين مهنيين لهم خبرة بالمجال ابتـــداء من احمد سالم وعـبد القادر وسـميدحا وسيدي جابر ومــذابــح أنال واتميمشات وسـوريـمالا والـعـــزلات فـقـد زارت منظمة المرصد هذه المواقع ولم تعثر على أي دليل قطعي يثبت هذه المذابح الـمزعــومـة بالرغم من مــناداتنا بنــش هــذه الـمـقابر إن وجدت، فــكــم من مناسبة أليمة يتخـــذها دعـــاة الفــتنة ونعـاة اللحمة الاجتماعـية للــزج بأسماء أبــرياء ضمن لائحة “هـيلـوكـستـية” في مــذبحــة جماعــية ارتكابها حكـم بائـد اتجـاه أبناء هــذا الــوطــن الحبـيب من كــل المكــونات الاجـتماعــية بلا هــوادة ولا رحمة ، فالــوطن للجميع ولا يحاسب بسبب أخــطاء الإرث الإنساني التي ارتكبها حكامه في عـهــد الــديكـتاتـوريات العالمية،
ومن الإنصاف أن نعـتــرف بان الـنـظام الحالي هــو الوحـيـد من بــيـن الأنظـمة المتعاقـبة على السلطة في البلاد إذ يحـاول جــاهــدا المحافـظة على روح الـتآخي الصافـية الموروثة عـن الأجــداد ومن الثابت أن تــراثنا ليس ملـكا لشخــص بعـينه ولا يختـص بزمــن بــذاته ، لــذا فان الحفاظ عـليه مـسـؤولـية الجميع حكاما ومحكومين، إن العـــالـم من حـــولنا ارتكبت فــيه مــذابــح مـماثلة بالـــرغـم من تناغــمه في اللــون والجــنس والثــقافـــة فـما من تحصيــن في أخــطـاء الــتاريـخ في مجال الإرث الإنساني فــكـم من مـــرة سمعــنا وقــــرأنا تصريحات سخـيـفـة مـفــادها إن أبــرياء مـن أبناء الـــوطن زج بأسمائهم ضمن لائحـــة وهــمية لتلــطـيخ سمــعـتهـم ، مما لا يـتـرك مـبــررا لـتـظـاهــر ضد شخـصيات وازنة تــغــذيها تسـريبات صوتـيات عـنصرية والـيـوم يتلـونـون بلـون الحـــرباء السياسية ويستـقـلـون دعـاة الـفـتـنة ونعـاة اللحمة الاجتماعـية فهل تـناسي دعـاة الـفـتـنة ونعـاة اللحمة الاجتماعـية من القوميين والانفصاليين المذابح الجماعـية في عـقـد الستينات والسبعـينات من إعــدامات والإبادات جماعـية ضد النخبة الشبابية المثقـفة من خـيـرة أبناء الـوطـن.
إن مـنظـمة مرصد الحــوار الشبابي لـتـذويب الـفــوارق الاجـتماعية تــري أن نـيـل حـقـوق الأبــرياء في عـهـد الأحـكـام الـديكـتاتـورية التي حكمت الـبلاد في عـقـد الستينات والثمانيات مـطلب لامـناص منه لكـن بتخـطي نـزواتنا الـفـردية والأنانية ونبـذ الآخـرين علي أساس العـرق واللـون والهــوية المترسبة في أذهــاننا والصمود أمام تـدفـــق الأفــكار والأيـديولـوجـيات العـنصرية ذات الـطابع الأثني والمقاصد السياسية وتشجـيــع خــطابات المصالحة مع الـذات عـلى ما عـهـده شعـبنا من وسطـية واعـتدال بعـيـدا عن الـعـنـف والتشدد والكـراهـية، إذ ظل بلـدنا ولا يزال مـلاذ الـقـيـم والأخــلاق الحـمـيدة في تـراحـم وتلاحــم بين جـميع مـكـونات الطـيف الاجتماعـية شعـبا واحد ودينـا واحد فـقـد آن الأوان لـنـبذ خـلافـاتنا وتناقضاتنا ودفـــن أحـقـادنا إلي الأبـد فالتحـدي جسيم والخطـيب جلل عـلينا أن نستخلـص العـبر من البلـدان التي لم تتصرف في الـوقـت المناسب لكبح جـماح الـغــلاة والمتطرفـين لتجـــد نفسها الـيــوم عـرضة للتمــزق والــدمار بشكـل مأساوي تحـت وقـع الإرهاب والـتطـرف.
الأستاذ: محمد ورزك محمود الـرازكه
رئيس منظمة المرصد الشبابي لتذويب الـفـوارق الاجتماعية