بين اوتار القيطارة وجدران بيته الواقع بحي الكبة القديمة يمكث فنان لبراكنة ومطرب جيل التسعينات من القرن العشرين بشام ولد انلل تارة يستأنس بآلته الموسيقية التي بقيت وفية لروحه وصديقة لأنامله ردحا من الزمن وتارة يشرد به التفكير إلى ما مضى من ايام كان له نصيب الأسد والحظوة من جمهور انواكشوط على مر ثلاثة قرون
فبعد جولة ماتعة ومحطة قصيرة على وترية القيطارة يحكي لنا الموسيقار الكبير بشام عن ماضي جميل ممزوج بصعوبات عكرت مزاجه قبل أن يتربع على عرش العزف والتجول بين افراح الناس موزعا عزفه الشجي على قلوب ساكنة انواكشوط انه حقا ودون جدال أيقونة الفن الشعبي الذي بدأ مشواره الفني مطلع السبعينيات رفقة كبرو ولد كلاي وحمود ولد بركه وبعض زملائه
ولد ولد انلل عام 1967م بقرية الرگبة 2 بولاية لبراكنة وعمل
جزارا قبل أن يلتحق بالفن سنة 1987 ويقرر تطليق كل الأعمال والمهن ويستقر تفكيره نحو الفن وتنمية موهبة العزف لديه
هكذا كان ميله الدائم كما صاحب ذاك الميل الرغبة في التجديد وتطوير الموسيقى الموريتانية وإخراجها من بوتقة الاحتكار والتقوقع تحت عباءات الأسر إلى عالم التنافس والاحقية للاجدر كما تحقق له ذلك
فحب الاكتشاف ولد لدى مضيوفنا القدرة على شق عصى النمط القديم وتقديم نفسه بشكل رائع والقدرة الفائقة على التحليق وبلوغ النجومية بعزفه الذي جاب كل مدن الوطن واضحى لجزار الامس جماهير في كيهيدي وسيلبابي وازويرات وكل عواصم الولايات
وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة من مسيرة فنية انعش خلالها بشام ولد انلل حفلات كبيرة لا تزال تسري في عقول من عاصر أيامه كلما تذكر تلك الأيام ولسان حاله يردد وتلك الأيام نداولها بين الناس بأمس كنت وحيد زماني واليوم لنجلي مسهر سهرات انواكشوط الصاخبة حمزه الذي ورث العزف والطرب علي
لا يزال بشام رغم كبر سنه له جمهور ومحبين يتجول بينهم وإن كان محتارا من ما آليت اليه أيامه وتبدل اذواق الناس وعزوفهم عن جيله الذي كان سباقا في استعمال الآلات الموسيقية الحديثة
وكما يقول احمد بهجت ان الموسيقي هي عسل الروح فيها مافي العسل من شفاء لأجساد الناس
بوبكر سيدي امبيريك