في هذه المناسبة تشد الرحال في حل وترحال نحو كل حيز جغرافي من الوطن الحبيب به مركز للباكلوريا فكل فريق بما لديه فرح.
في اليوم الثاني دخلنا المدينة علي حين غرة من ساكنتها فترى القوم منكبين على أعمالهم وكانهم في فردوس اجتث من فوق سبع سماوات طباق فانزلت إلى الأرض فالحاكم والمحكوم في هذه المستعمرة سواسية كاسنان المشط في كهف جغرافي توجد دولة مالى الجارة لا يفصلنا عنها إلا شق تمرة.
اليلة الأولى من العرس التربوي تهاطلت السماء بماء منهمر به برد وسلامة شرحت له النفوس وايعنت له رؤوس وانشرحت به صدور الطلاب وعمت به البهجة لدي الشيب والشباب فلم تعد تسمع إلا احاديث العروس ( الباكلوريا) وهلوسة الانترنت في الصباح الباكر كان الموكب التربوي قادما من المقاطعة لا يرافقه إلا نسيم عليل وزغردة طيور من غصن لغصن ومن شجرة لشجرة وحمائم باعلي الفصول تقرع طبولها في سجع شعر حماس يردده (الزاجل) فارسلت البنات زغاردهن الناعمة وصاح الأولاد بعمائهم البيض المحجلة ترحيبا بموكب العرس التربوي الذي غابت عنه السلطات الإدارية في المقاطعة اما جهلا بأنه باكورة مدرسة الجمهورية أو عدم اعطاء أولوية للعهد الذي وعد به ( حرا) رئيس المجهورية تعهداتي.
فالمنوال واحد والوتيرة منسابة عمائم بيضاء وضاءة كالبدور هي نياشين الأولاد وبنات يعقد الحياء السنتهن ويدلين عليهم جلابيبهن سيماهم في وجوههم تلك هي اللوحة الفنية في مقاطعة ولد ينج المدينة الوديعة بين تلال الخلابة وكثبان الساحرة باوجه باسمة سخية تغار منها الرياح المرسلة شباب بريئ متداخل في تناغم فريد وكأنه عقد من الميال تجانس وتألف كغمغمة طين لازب بفعل القدر.
في اليوم الثاني كسيت الأرض بحلة خضراء ناصعة اللون براقة كرما منها لتضيف جودا الى سخاء اهلها فتبادلنا التهاني والتبريكات واجادت ذاكرة الطلاب علما ومعرفة في الصباح كالعادة يجدن البنات بزغاردهن عند الدخول مرحا وتدردشة وكذا المساء غير مبالين بأشعة الشمس الحارقة يعاودن فعلتهن في تحفة انسانية تخالها محراب ادام عليه السلام عندما انزل من السماء…. فترعرع فيها أحفاده وإن اختلفوا منطقا وتخالفوا اجناسا وجنسا’ فلم تعد الغربة الهاجس الوحيد الذي يدوخني في فردوس ابناء ادام بل حنين واحساس بغربة انضافت إلى غربتي جناسا وطرائف شكل اديم اخوة الدين والعرفان بالجميل لأبناء الوطن الواحد وان اختلفت اطيافنا ولهجاتنا فإن نبراس المواطنة وبلسم اللحمة الاجتماعية يظل الاقوي.
في اليوم الأخير من العرس التربوي اذا بالاوجه البريئة مشحفة مغبرة مبتسمة ضاحكة تغالب القدر وترضي يفعله فارسلت البنات زغاردهن كالعادة وكأن شيئا لم يحدث فلم اتمالك في نفسي خفية وقلت يرفع الله البلاء والوباء فنظرت عن يمني فاذا باعرشة تساقطت وعن شمالي فاذا بحجرات وحاط المؤسسة قد سقطوا فقلت ورب الكعبة ما الذي حدث البارحة فاجابوني بلسان الجمه الحياء وعفافة النفس نحن لم يغمض لنا جفن البارحة…. فيا معتصماه(الرئيس) تعهداتي محق الفقر والبؤس اولوياتي محو و تذويب الفوارق الاجتماعية ان الشهامة والنخوة لبوس أناس ابيضت قلوبهم وابتسمت شفاهم وتبششت نفوسهم فابت إلا أن تظل كما كانت تتلقي الكوارث ماء زلالا والضيف ملاك معصوما غادرت المدينة وانا اردد بيتا شعريا:
لا ترين الناس إلا تجملا…. نبا بك دهر او جفا بك خليلا
محمد ورزك محمود الـرازكه